رحيل علم من أعلام اللغة العربية في المغرب والعالم الإسلامي
المرحوم أحمد الأخضر غزال كرس حياته لقضايا التعريب في العالم العربي والإسلامي، وخدمة الحرف العربي
في برقية تعزية لأسرة الراحل السيد أحمد
الأخضر غزال أحد كبار علماء اللغة العربية على المستوى العالمي، وعضو
أكاديمية المملكة، قال أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس: "إننا
لنستحضر في هذه اللحظة المحزنة فداحة الرزء الذي أصاب أسرتكم والمغرب،
برحيل أحد كبار علماء اللغة العربية على المستوى العالمي، بفضل ما قدم من
خدمات جليلة للارتقاء بلغة الضاد، وإدماجها في تكنولوجيا الإعلام والاتصال
،على غرار اللغة الحية، فضلا عن نهوضه بالمسؤوليات السامية التي تقلدها،
كأستاذ جامعي، ومدير لمعهد الأبحاث والدرسات للتعريب، وما كان له من حضور
فكري وازن في المؤتمرات اللغوية الدولية، في المشرق والمغرب....".
توفي
أحمد الأخضر غزال يوم الخميس الماضي (13 نونبر 2008)، ففقد المغرب والأمة
العربية علما بارزا من أعلام اللغة العربية على المستوى العالمي، وقد رثاه
جلالة الملك محمد السادس في برقية تعزيته قائلا: "المرحوم كان علما من
أعلام المغرب، متمكنا من فقه اللغة العربية واللسانيات الحديثة، وعنصرا
نشيطا في أكاديمية المملكة، متحليا بمناقب العلماء في التواضع والتواصل،
والغيرة الوطنية على المقدسات وثوابت الأمة".
ولد السيد أحمد
الأخضر غزال سنة 1918، إبان الحماية الفرنسية للمغرب، وقد تحدث مرة عن
المراحل الأولى من شبابه، حيث ساهم في الكفاح الوطني ضد الاستعمار من خلال
دفاعه عن اللغة العربية التي حاول الاستعمار طمس معالمها في بلدان المغرب
العربي الكبير. وبذلك يعد أحد أعلام المغرب في مجال الدفاع عن اللغة
العربية، كرس حياته للدفاع عن قضايا التعريب، والتعريب المواكب الذي يخدم
اللغة العربية لتكون صالحة في الميادين العلمية والفكرية.
وقد خدم
الأستاذ الأخضر غزال، الذي كان عضوا بأكاديمية المملكة، طيلة حياته الحرف
العربي وعمل على تنميطه عبر استغلاله في ميدان المعلوميات، وجعله مواكبا
للحرف اللاتيني، كما ساهم في ابتكار أول طابعة للرقن باللغة العربية.
ويعد
الراحل أول من عمل بتعاون مع مؤسسات علمية دولية في كندا والولايات
المتحدة، على جعل الحاسوب يتعامل بالحرف العربي، من خلال ابتكار طريقة
تبادل المعلومات بين مراكز البحث في العالم.
كما مثل الفقيد، الذي شغل
منصب مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب لمدة 30 سنة، في كل المنتديات
العربية والإسلامية والأوروبية التي تعنى بالحرف العربي.
وقد نظم
الأستاذ الأخضر غزال، الذي أصبح المغرب بفضله أحد رواد التعريب في العالم
العربي والإسلامي وخدمة الحرف العربي، من خلال أبحاثه وأعماله الموثقة
بجامعة محمد الخامس بالرباط، أول مؤتمر دولي حول التعريب سنة 1960 برعاية
من طرف جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وساهم أيضا في إحداث مكتب
التنسيق حول التعريب في المغرب من قبل منظمة (الألسكو).
وقد ترك الراحل
إنجازات ومؤلفات كثيرة باللغة العربية والفرنسية، في مجال التعريب وتنميط
الحرف العربي والتي يبقى أهمها بنك المعطيات المصطلحية ثلاثية اللغة (عربي
ـ فرنسي ـ إنجليزي).